الثلاثاء، 22 فبراير 2011

من اقوال التايم

احتفت مجلة التايم الأمريكية الشهيرة بالثورة المصرية وجيل الشباب في عددها الأخير الذي سيصدر الأسبوع الحالي‏28‏ فبراير

الذي زين غلافه صورة لمجموعة من الشباب المصري والعربي.ليعبر عن العنوان الذي اختارته التايم لهذا العدد جيل يغير العالم في إشارة إلي شباب تونس ومصر‏. حيث كتب فريد زكريا افتتاحية العدد تحت عنوان لماذا لاتوجد عودة إلي الخلف في الشرق الأوسط مشيرا إلي أن ثورة تونس وثورة مصر التي قادها جيل الشباب حفزت وألهمت شعوب الشرق الأوسط مشبها مايحدث الآن في الشرق الأوسط بما حدث في أوروبا منذ‏162‏ عاما عندما اندلعت الانتفاضات والثورات الشعبية من صقلية وفرنسا لتنتشر في بلدان أخري والتي سميت بثورات عام‏1848‏ والتي أطلق عليها المؤرخون وقتها اسم ربيع الشعوب‏.‏
وقد أعزي زكريا اندلاع الثورات في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط بشكل متزامن إلي سببين رئيسيين هما جيل الشباب والتكنولوجيا وعجز الحكومات والنظم السياسية عن الوفاء بتطلعات هذا الجيل الذي يختلف في طريقة تفكيره ونظرته للمستقبل الأمر الذي دفع زكريا للتفاؤل حول مستقبل الشرق الأوسط لأن هذه المرة الوضع مختلف‏.‏
وفي مقاله الغضب والراب والثورة‏:‏ داخل زلزال الشباب العربي قدم بوبي جوش رؤيته للعناصر التي كانت وقود الشباب لإحداث التغيير في بلادهم بداية من أغاني الراب السياسية التي أبدعوا فيها في كل من تونس ومصر ونجاحهم في تحويل غضبهم واحتجاجاتهم من مجرد كلمات وخطط متبادلة علي مواقع التواصل الاجتماعي إلي تفعيلها و وضعها في حيز التنفيذ وتحويلها إلي ثورة غيرت ملامح المنطقة علي الرغم من عدم وجود قادة محددين في سابقة لم يشهدها العالم من قبل‏,‏ حيث امتد تأثير ثورات تونس ومصر إلي الدول المحيطة قبل حتي أن يثور أهلها ففي اليمن مثلا وعد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بعدم ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة‏.‏
وأشاد جوش بهذا الجيل المتميز الذي نجح في خداع الكثيرين من النخبة السياسية في المنطقة في العالم الذين تصوروا أنه مجرد جيل عربي محبط عاجز سياسيا عن اتخاذ المبادرة في إحداث أي تغيير بسبب سياسات القمع والترهيب التي كان يعاني منها من حكامه إلا أنه بلاشك فاجأ الكثيرين بما استطاع إنجازه بالطرق السلمية المتحضرة‏.‏
يذكر أن التايم قد سبق لها أن خصصت عدد‏14‏ فبراير للثورة المصرية وحمل غلاف العدد صورة للثوار وهم يحملون علم مصر الذي كتب عليه تحيا مصر وجاءت افتتاحية العدد بعنوان ثورة‏:‏ كيف يمكن للديمقراطية أن تنجح في الشرق الأوسط تناول فيها فريد زكريا تطورات الثورة المصرية وزيارة فرانك ويزنر المبعوث الأمريكي لمصر ومباحثاته مع الرئيس السابق مبارك وتداعيات تلك الزيارة مشيرا إلي أن التاريخ سيذكر دائما أن ثورة‏25‏ يناير هي بداية نهاية‏30‏ عاما من حكم مبارك في مصر و أنها الإختبار الحقيقي لصحة النظرية التي طالما رددها السياسيون حول إمكانية تحول مصر الديمقراطية إلي دولة راديكالية إسلامية من عدمه وهل ستنجح الديمقراطية في العالم العربي ؟
واستعرض زكريا في لمحة سريعة التطور السياسي والاقتصادي بمصر في العقود الأخيرة في ظل حكم مبارك لافتا إلي أن تصاعد الاحتجاجات في مصر لم يكن لأسباب اقتصادية بحتة بل أرجعه إلي ظاهرة ثورة التطلعات المتزايدة حيث تواجه النظم الديكتاتورية صعوبة في التعامل مع التغيير لأن هياكل السلطة التي أقامتها لا يمكنها الإستجابة لأية مطالب ديناميكية أو جديدة لشعوبها وهذا ماحدث في كل من تونس ومصر‏.‏
ولم يخف مخاوفه من بروز نظام سياسي علي أساس ديني في مصر علي الرغم من اقتناعه بأن المخاوف من الثيوقراطية المصرية مبالغ فيها و أن نموذج إيران هو نموذج فردي لا يصلح أن ينسحب علي دول أخري خاصة المجتمعات العربية السنية مثل مصر التي تعكس نموذجا وسطيا للإسلام‏.‏
بينما اشاد مارك تومسون في مقاله قوي وصامت بالدور الذي لعبه الجيش المصري في الثورة المصرية والحفاظ علي أرواح المتظاهرين والتزامه بالحياد و ضبط النفس أثناء المواجهات العنيفة التي دارت بين بلطجية أنصار الرئيس السابق مبارك والمعتصمين في ميدان التحرير‏.‏
وكتب بوبي جوش مقالا بعنوان الثوار الشباب في مصر أشاد فيه بالشباب المصري وبتنظيمهم و إبداعهم في الاحتجاج ووصفهم بأنهم بثورتهم السلمية وتحضرهم وما أنجزوه قد قلبوا السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط رأسا علي عقب مما جعلهم موضع إشادة من زعماء العالم خاصة الرئيس الأمريكي باراك أوباما‏.‏

السبت، 12 فبراير 2011

التلون و عينة من اسامة السرايا .... كلب السرايا

اسامة سرايا قبل الثورة
أحداث‏25‏ يناير‏..المعــني والمغــــزي‏

بقلم: أسامه سرايا
أسامه سرايا

عندما عبر بعض الشباب المصري علي المواقع الإلكترونية عن رغبته في التظاهر والاحتجاج بالشوارع يوم الثلاثاء‏25‏ يناير الحالي يوم الشرطة ـ

كانوا يشعرون بالثقة والأمان‏,‏ فهم في بلد يتغير باستمرار‏,‏ ويحترم الحريات العامة والخاصة‏,‏ ورغبات شعبه ومواطنيه‏.‏ فاختاروا يوم الشرطة ليكونوا في حماية الأمن والنظام‏,‏ ولأن ضميرهم حي‏,‏ ويدرك قيمة الوطن وجوهر الحرية لكي تستمر وتزدهر يجب ألا ينزلق إلي الفوضي أو التخريب‏,‏ أو الخروج علي الشرعية والقانون‏.‏
فالشباب المصري هم أول من يقدر مسئولية الحرية‏,‏ لأنهم يعيشونها ويتنفسونها يوميا‏,‏ فلا يمكن أن يتآمروا عليها أو علي وطنهم‏,‏ فهم المستفيدون منها والخاسرون من غيابها‏.‏
كما أن المصريين عبر تاريخهم يدركون أنهم في بلد مؤسسات‏,‏ بل مؤسسات قوية‏,‏ وأنه ليس هناك أحد في مصر فوق القانون‏.‏
كما أن المصريين يعرفون جيدا أن الانزلاق إلي الفوضي والتخريب سيكلفهم ضياع الأرواح وتبديد الطاقات والموارد‏,‏ وأرواحنا غالية‏,‏ كما أن ممتلكاتنا وبنيتنا أقمناها بعرقنا ودمائنا‏,‏ وليس من السهل التفريط فيها‏.‏
ولكل هذه المقدمات فقد رحبت الدولة ـ بل ومؤسساتها الأمنيةـ بتطلعات الشباب للتظاهر‏,‏ إذا كان ذلك سيتم في ظروف طبيعية‏,‏ وفي إطار كونه تعبيرا سياسيا في إطار ديمقراطي‏.‏

أحداث‏25‏ يناير‏..‏ المعني والمغزي
ولكن ما حدث بعد ظهيرة الثلاثاء كشف عن أن بعض المتربصين ليسوا قلة أو مجموعات محدودة‏,‏ كما أن روح المغامرة والجريمة تتملكهم ولا يتورعون عن التغرير بروح الشباب‏,‏ بل ودفعهم لما لا يريدون‏!‏ إذ يستغلون حماستهم‏,‏ ويمهدون الأرض للجريمة الكاملة بتبديد طاقة الوطن والاندفاع به إلي المجهول‏,‏ متناسين قدرة الشعب ومؤسساته علي المواجهة وتصحيح الأوضاع‏,‏ مهما بلغ شطط المتآمرين‏.‏ خذوا الشباب بعيدا عن روح ما يطرحونه من شعارات أو أفكار لوطن جميل‏,‏ نريده جميعا معهم‏,‏ سنعمل معهم علي تحقيقه‏.‏
أخذوا الشباب بعيدا عن مطالبهم بالمشاركة وتعظيم دورهم في الحياة العامة‏,‏ لكي يشوهوا مطالبهم‏,‏ ويحولوا الشباب الغض المفعم بالطاقات والحيوية‏,‏ الذي جاء للمشاركة وتعظيم دوره في الحياة العامة‏,‏ ليكونوا مطية للسياسيين أو جماعات دينية محظورة فشلت لأسباب عديدة‏,‏ ولأنها لا تملك مؤهلات النجاح أو قيم المستقبل من تحديث وتطوير‏,‏ بل وتعيش أسيرة أفكار وقيم قديمة‏,‏ ليحولوا آراء وأفكار الشباب لتكون تعبيرا عن رؤي أيديولوجية وقديمة‏.‏
أرادوا أن يحولوا آراء الشباب ـ من طاقة وقوة دافعة للوطن لاستمرارية التغيير‏,‏ والإصلاح السياسي والاقتصادي في كل المجالات ـ إلي قوة ثأرية‏.‏
فوجدنا الوجوه القديمة تقود بعض المغامرين للحرق والتخريب‏,‏ بل وإطلاق نار وتشويه روح الشباب المنطلقة والحية‏,‏ ولولا لطف الله ورعايته لمصر لأحرقوا محافظة السويس التي شهدت ضحايا من المواطنين والضباط‏,‏ ولكن وعي الشعب وشبابه في المقدمة أوقف المتآمرين وكشف جريمتهم بسرعة‏,‏ وسرعان ما تعاون الجميع معا‏.‏ الشباب والأمن علي عودة الهدوء والسكينة للقاهرة ومحافظات مصر‏.‏
‏...............................................................‏
ما حدث في‏25‏ يناير يعني أن المصريين أحرار وغير مقلدين ويتنفسون الحرية‏,‏ ويحلمون بالغد‏,‏ والأمل يراودهم‏,‏ وأنه شعب حي غير متشائم وينظر للمستقبل بروح وثابة ومتجددة‏.‏
وأنه لا مجال لسرقة أفكاره‏,‏ وأن سارقي الأمل والحلم سوف يفشلون‏,‏ فقد حاولوا وسوف يحاولون ركوب الموجة‏,‏ كما حاولوا استنساخ أوضاع عربية غير موجودة في مصر‏,‏ وطرحها علي المصريين‏,‏ فرفضها المصريون‏,‏ لأنهم غير مقلدين بل مبدعون‏,‏ ولا يكررون أفكار الآخرين الذين حاولوا الربط بين ما يحدث في تونس ومصر‏,‏ وشتان ما بين البلدين في النظم السياسية والمؤسسات والقيم التي تحكم الشعبين والبلدين‏.‏
أثاروا الشائعات والأقاويل ولكن دولاب الدولة المصرية استمر علي ثقته وتحركه بفاعلية وبلا تقليد أو ردود فعل غير مدروسة وغير طبيعية‏,‏ برغم إدراكه بطبيعة المتغيرات‏,‏ وبحثه الدءوب عن استمرارية المعالجات والتصحيح‏,‏ ومواجهة الأخطاء وتصويبها‏.‏
كان الشباب يسمع السياسيين أو المقلدين علي محطة التليفزيون التي تحاول أن تحكم مصر وتدفعها إلي المجهول أو إلي أفكار نمطية مسبقة تحكم رؤيتهم عن وطننا‏,‏ وتتهكم عليه إلا أن الشباب المصري سبقهم في الوعي والفهم والتحليل والرؤية المستقبلية‏,‏ فهم يعرفون وطنهم أكثر من غيرهم‏,‏ وثقتهم في مؤسساتهم واستجبابتها لطموحاتهم وتطلعاتهم أكثر مما يظن راكبو الموجة‏,‏ أو الذين ينظرون إلي وطننا بروح تشاؤمية عدمية‏,‏ تنطوي علي عدم الفهم أو القراءة الدقيقة والعميقة لما تحقق خلال السنوات الماضية من إصلاحات حقيقية بل وجذرية في نظامنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي وقدرتنا علي البناء عليها‏,‏ وتحويلها إلي بنيان قوي يلبي طموحات ورغبات كل المصريين في حياة كريمة‏,‏ بما يحقق رفاهيتهم ويصون حاضرهم ويضمن مستقبلهم‏.‏
‏...............................................................‏
المصريون يدركون أنه كان من الممكن أن يلمسوا ويشعروا ـ باختلاف طبقاتهم وظروفهم الاجتماعية والمعيشية ـ بتطور اقتصادي ملموس وأقوي مما حدث لولا ظروف الأزمات العالمية الاقتصادية والمالية‏,‏ التي أخرت تطورنا بعض الشيء‏,‏ برغم قدرتنا علي المواجهة والاستمرارية في النمو بمعدلات اقتصادية متزايدة في ظل الأزمة العالمية الطاحنة التي قضت علي بلاد أكثر منا قدرة وموارد مالية ونفطية‏,‏ ولم تستطع أن تقف مع محدودي الدخل والفقراء مثلما وقفت مصر وأعطت أبناءها محدودي الدخل أكثر أرقام الميزانية‏.‏ وكانت الصورة واضحة في‏25‏ يناير‏,‏ فمحدودو الدخل والفقراء لم يخرجوا للتظاهر‏,‏ فهم أول من يعلمون أن الدولة وأجهزتها كانت معهم أكثر من غيرهم‏,‏ الفقراء في ربوع مصر كان إحساسهم ومشاعرهم وقلوبهم مع الدولة‏,‏ يقدرون سياستها‏.‏ فقد رفعت الأجور وحسنت أوضاعهم وغيرت الكثير من سياساتها‏,‏ لاستهداف الفقراء عبر الدعم السلعي وإيصال الخدمات للقري الأكثر فقرا والأحياء الفقيرة والعشوائيات والمدن وصلت إليها جميعا الخدمات‏,‏ وتحسنت ظروف الصحة والتعليم للفقراء وللمدرسين والأطباء وموظفي الحكومة والمحليات‏,‏ حتي يزيدوا من خدماتهم للوطن عامة وللفقراء خاصة‏.‏ الذين خرجوا للتظاهر هم الشباب الذين يتطلعون إلي المشاركة السياسية‏,‏ والبحث عن وظائف جديدة تناسب خبراتهم وإمكاناتهم‏,‏ وهذا حقهم‏,‏ وعلينا جميعا أن نستوعب هذا الطموح ونستفيد منه‏,‏ فهؤلاء هم ضمير مصر ومستقبلها‏.‏ الشباب الذين استفادوا مع أسرهم ومجتمعاتهم من التغيير الاقتصادي والنمو الذي شهدته مصر في السنوات الماضية‏,‏ أصبحوا يدركون أنهم يريدون المزيد من المشاركة‏,‏ ولهم طموحات أكثر تقدما‏,‏ ويجب أن نلبيها ونشعر بها ونتغير‏,‏ لكي نتكيف معها فهؤلاء هم من سيأخذون مصر إلي مسار ومكانة أكثر تقدما تستحقها بلادهم‏.‏
الشباب الذي خرج للتظاهر أراد اختبار الحرية ودرجة نضج المجتمع لاستيعاب رسالتهم‏,‏ والتكيف مع رغباتهم وما يريدون‏,‏ ويجب أن يشعروا بأن الحكومة ومؤسساتها والأحزاب والقوي السياسية قادرة علي تحقيق هذا الهدف وتلبيته‏.‏
أما من سعوا إلي تحويل طموحات الشباب إلي موجات من الغضب أو الرفض أو الهدم‏,‏ فهؤلاء هم من تجب محاكمتهم‏,‏ والأحزاب الضعيفة التي تريد أن تركب موجة لم تصنعها‏,‏ عليها أن تعيد النظر وتتغير وتتكيف مع رؤي الأجيال الجديدة‏,‏ وعليها أن تعترف بأن ما يحدث بعيدا عنها ليس لها أي فضل فيه‏,‏ إلا إذا اعتبرنا الانتهازية ومحاولة تسلق حركة شبابية عملا سياسيا أو أخلاقيا‏.‏
وسرعان ما سيكشف الشباب الطموح كل الانتهازيين من الجماعات الاحتجاجية‏,‏ أو المسميات القديمة للتغيير وغيرها‏,‏ لأنها ليست علي أجندات هؤلاء الشباب الذين عبروا عن أنفسهم في‏25‏ يناير‏,‏ قبل أن يتسلق عليهم محترفو السياسة‏,‏ وسارقو الحلم‏,‏ أصحاب المصالح‏.‏
‏...............................................................‏
رسالة الشباب قالت‏:‏ مصر نضجت ويجب أن تتحمل الأجيال الجديدة المسئولية‏,‏ وأن نفتح لهم كل الأبواب‏,‏ ولا نجعل الأحزاب الوهمية‏,‏ أو الجماعات المحظورة تقف في طريقهم‏,‏ أو تستنزف قدراتهم‏,‏ أو تدفعهم للمسارات الخطأ‏.‏
افتحوا الأبواب للشباب لكي ينهض ويتحمل المسئولية في كل المجالات‏.‏
وسيكون ذلك عبر القانون الذي تأخر‏,‏ لقيام نظام لا مركزي في مصر‏.‏
لنعط الشباب حراسة شوارعهم ومدنهم وقراهم للحفاظ عليها‏,‏ وتنميتها‏,‏ وتطويرها حتي لا نتركها للمخربين‏,‏ وراغبي الهدم‏.‏
فقد بنيت مصر‏,‏ وعلينا الحفاظ عليها بالشباب الذي يجب أن يحرس ما بنته مصر في السنوات الماضية‏,‏ بعد أن أوقفت الحروب والاضطرابات‏,‏ فالشباب هم عماد المستقبل وحماته‏.‏
والديمقراطية المصرية قد أينعت ونضجت‏,‏ وعلينا الحفاظ عليها‏.‏
ووعي الشباب وقدرتهم الخلاقة قد ظهرت‏,‏ وقدرة الدولة المصرية علي حماية طموحاتهم ورغباتهم تجلت‏,‏ وبقي علينا تحصينهم من مؤامرات الداخل والخارج‏,‏ وهذا لن يتحقق بدون استمرارية تصحيح الأخطاء‏,‏ والممارسات المقيدة للحريات والديمقراطية‏,‏ وإبعاد مصر عن شبح الفوضي والاضطراب‏,‏ عبر استمرار عمليات الإصلاح السياسي‏,‏ والاقتصادي‏,‏ والاجتماعي في جميع المجالات‏,‏ وفتح الآفاق وأبواب الأمل أمام جميع المصريين‏,‏ بترسيخ قيم الدولة المدنية‏,‏ واحترام القانون عبر مؤسسات فعالة وقوية‏.‏
‏...............................................................‏
وحتي يشعر شبابنا بتغير سريع‏,‏ وأن رسالتهم وصلت مكانها الصحيح‏,‏ وتحديدا من خريجي الجامعات المصرية‏,‏ وحاجتهم الملحة للتشغيل‏,‏ لذا أطالب الحكومة بسرعة تخصيص صندوق للتشغيل والتدريب التحويلي يكون قادرا علي توفير وظائف للخريجين‏,‏ وعدم تركهم نهبا لسوق عمل متذبذبة وغير منظمة‏,‏ ولا تلبي طموحاتهم ورغباتهم‏,‏ أو تضمن مستقبلهم‏,‏ وتحقق لهم الاستقرار والأمان في حياتهم‏,‏ ومعيشتهم‏,‏ والثقة لأسرهم‏,‏ خاصة أن رجال الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص‏,‏ برغم كثرة مشروعاتهم‏,‏ فإن الوظائف التي يطرحونها في الأسواق دون مستوي تطلعات الشباب وطموحاتهم‏.‏
إن قوة الدولة ومؤسساتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية دخلت اختبارا جديدا‏,‏ ومتغيرات مختلفة‏,‏ وعليها أن تتكيف معها لتثبت جدارتها وقوتها في عالم متغير‏.‏.
------------------------------------
اسامة سرايا بعد الثورة
مصر تدعو أبناءها
بقلم: أسامه سرايا
أسامه سرايا

قدر مصر في هذا العالم أن تكون ملهمة شعوب الأرض حين تأتي اللحظة الفارقة بين عصور تلفظ أنفاسها الأخيرة بالجمود وتقادم الأفكار وإنكار التطور‏,‏ وبين فجر يطل بقوة يحمل معه آمال أجيال جديدة وملامح مختلفة لعصر عازم علي أن تشرق شمسه‏.

‏ فعلتها مصر في الزمن القديم حين أطلت علي الدنيا بفجر الضمير البشري وأعادت فعلها في يوليو‏1952‏ حين ألهمت المقهورين المحتلين في ربوع الدنيا بفجر التحرر الوطني من هيمنة القوي الاستعمارية‏.‏ وجاءت مصر في‏25‏ يناير لتلهم العالم بشكل جديد من الثورة علي واقع عقد شبابها العزم علي تغييره لاستيعاب قدرات جيل جاء مسلحا بعدة مختلفة وعتاد غير مسبوق‏.‏ تحية للثورة والاحترام والإجلال لشهدائها‏.‏
سوف تستمر أفراح هذا الجيل بما وقع في أرضه وما حققه بدماء مئات الشهداء‏,‏ وهذا من صميم حقوقه‏.‏ غير أن مصر اليوم وهي تستجيب لنداءات شبابها تبدو مختلفة عن أي مصر كانت بعد ثورات المصريين‏.‏ لاتزال بلدا عامرا بالكثير من الخيرات ومشروعات العمل التي تنادي بالبناء عليها وعدم إنكارها‏.‏ فما هو اليوم في أرض مصر من قلاع البناء والإنتاج لم تكن في النهاية إلا غرس المصريين ونتاج جهد السنين لأجيال من البنائين اقتحم الدنيا بمهارات استخدام تكنولوجيا العصر‏..‏ لقد تخلصت مصر من أخطائها ولتبقي قلاع الإنتاج شاهدة علي عرق المصريين برغم الأخطاء وبرغم الفساد‏..‏تواصل تاريخ مصر ضرورة‏..‏ لقد خسرنا كثيرا حين أحدثنا القطيعة مع التاريخ‏.‏ فليس في أرض مصر اليوم شيء إلا وهو ملك للمصريين جميعا‏,‏ ويفتحون به أبواب العمل والأمل أمام ذلك الجيل الذي استجاب القدر لصيحته‏.‏ في مصر ملايين الشرفاء التي تبني اقتصاد مصر‏.‏ هم روافد مسيرة البناء التي تتشكل الآن في مصر من رحم الثورة والغضب‏.‏ لم يكن المفسدون في مصر إلا قلة تسلطت علي أقدارها وكادت أن توردها موارد الهلاك‏..‏ مضي زمانها وحان وقت حسابها‏.‏
مصر اليوم تنادي بالتواصل بين جهود أبنائها عبر الأجيال‏.‏ في ربوعها آلاف المصانع والمدارس والمزارع تنادي جهود الجيل الثائر للبناء والتعمير وتصحيح المسار وتوزيع الثمار بغير إجحاف بين الجميع‏.‏ ومثلما كانت مصر حضارية إلي أبعد مدي في ثورتها وغضبها واستخلاص ملامح أيامها القادمة من أحداث التاريخ القريب والبعيد‏,‏ فإن العالم لايزال يرقب أداءها بعد تلك الأيام العصيبة‏.‏ الأحداث في مصر تتسارع ولكنها تستدعي غريزة البناء من عمق الشخصية المصرية‏.‏ تلك الغريزة الجمعية التي ضمنت بقاء مصر برغم المحن‏.‏ لقد آن الأوان لأن تطلق مصر طاقات أبنائها بناء وتعميرا وعمرانا وإنتاجا وعلما تغير به وجه الحياة في ربوعها‏.‏ هذا هو التحدي الذي نواجهه ونحن قادرون عليه بطاقات جيل أعاد لمصر وجهها الحضاري في حماية قواته المسلحة التي أعادت له ولأجيال سبقته العزة والكرامة والنصر وهي اليوم مؤتمنة علي أحلامه وآماله في مجتمع تسوده الحرية والعدالة والأمان‏,‏ وتدفعه قيم العلم الحديث‏.‏
‏osaraya@ahram.org.eg‏







جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام،و يحظر نشر أو توزيع أو طبع أى مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام
راسلنا على البريد الاليكترونى ahramdaily@ahram.org.eg